{ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} أي عقابي .فإن تليين القول مما يكسر سورة عناد العتاة ،ويلين عريكة الطغاة .وقد بين ذلك في قوله تعالى:فقل هل لك إلى أن تزكى * وأهديك إلى ربك فتخشى} وبمثل ذلك أمر نبينا صلوات الله وسلامه عليه في قوله:{ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} وظاهر أن الرجاء في{ لعله} إنما هو منهما ،لا من الله .فإنه لا يصح منه .ولذا قال القاضي:أي باشرا الأمر على رجائكما وطمعكما أنه يثمر ولا يخيب سعيكما .فإن الراجي ،مجتهد والآيس متكلف .والفائدة في إرسالهما والمبالغة عليهما في الاجتهاد – مع علمه بأنه لا يؤمن – إلزام الحجة ،وقطع المعذرة ،وإظهار ما حدث في تضاعيف ذلك من الآيات .