ثم بين تعالى ما كانوا يتناجون به من ضلالهم ،بقوله سبحانه:
{ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ} .
{ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ} أي أسروا هذا الحديث ليصدوا عن سبيل الله .و{ الذين} بدل من واو{ أسروا} أو مبتدأ خبره{ أسروا} أو منصوب على الذم{ فَتَأْتُونَ السِّحْرَ} أي تنقادون له وتتبعونه .وقوله:{ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ} حال مؤكدة للإنكار والاستبعاد .قال الزمخشري رحمه الله:اعتقدوا أن رسول الله لا يكون إلا ملكا ،وأن كل من ادعى الرسالة من البشر وجاء بالمعجزة فهو ساحر ،ومعجزته سحر .فلذلك قالوا على سبيل الإنكار:أفتحضرون السحر وأنتم تشاهدون وتعاينون أنه سحر .
قال أبو السعود:وزل عنهم أن إرسال البشر إلى عامة البشر ،هو الذي تقتضيه الحكمة التشريعية .