{ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ} أي بالجد في دعوى الرسالة ونسبتنا إلى الضلال{ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ * قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} قال الزمخشري رحمه الله:الضمير في{ فطرهن} للسماوات والأرض أو للتماثيل .وكونه للتماثيل أدخل في تضليلهم وأثبت للاحتجاج عليهم .أي لدلالته صراحة على كونها مخلوقة غير صالحة للألوهية ،بخلاف الأول ،وجوابه عليه السلام إما إضراب عما بنوا عليه مقالتهم في اعتقاد كونها أربابا لهم ،كما يفصح عنه قولهم:{ نعبد أصناما فنظل لها عاكفين} كأنه قيل ليس الأمر كذلك بل{ ربكم ...} الآية .أو إضراب عن كونه لاعبا بإقامة البرهان على ما ادعاه .وقوله{ من الشاهدين} أي المبرهنين عليه بالحجة ،لا لقولكم العاطل منها .