{ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا} أي ناشرات للسحاب وفي قراءة ( بشرا ) بضم الموحدة بدل النون وسكون الشين ،أي مبشرات{ بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} أي قدام المطر .وهي استعارة بديعة .استعيرت الرحمة للمطر ثم رشحت .كقوله .{[5896]}:{ يبشرهم ربهم برحمة منه} وجعلها بين يديه تتمة لها .لأن البشير يتقدم المبشر به .ويجوز أن تكون تمثيلية .و{ بشرا} من تتمة الاستعارة ،داخل في جملتها .ومن قرأ{ نشرا} كان تجريدا لها .لأن النشر يناسب السحاب{ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا} أي مطهرا ؛ لقوله{[5897]}{ ليطهركم به} .وهذه الآية أصل في الطهارة بالماء .
قال القاضي:وتوصيف الماء به إشعار بالنعمة فيه .وتتميم للمنة فيما بعده .فإن الماء الطهور أهنأ وأنفع مما خالطه ما يزيل طهوريته .وتنبيه على أن ظواهرهم لما كانت مما ينبغي أن يطهروها ،فبواطنهم بذلك أولى