{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي} هذا حكاية لتمرده وعتوه وطغيانه في تفوهه بتلك العظيمة .كما واجه موسى عليه السلام بها في قوله{[5999]}:{ لئن اتخذت إلها غيريلأجعلنك من المسجونين} وكما قال تعالى{[6000]}:عنه{ فحشر فنادى * فقال أنا ربكم الأعلى * فأخذه الله نكال الآخرة والأولى * إن في ذلك لعبرة لمن يخشى} يعني أنه جمع قومه ونادى فيهم معلنا بذلك .فانتقم منه بما جعله عبرة لمن اعتبر{ فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ} أي نارا ،فاتخذ منه آجرا .
قال الزمخشري:ولم يقل ( اطبخ لي الأجر واتخذه ) لأن هذه العبارة أحسن طباقا لفصاحة القرآن وعلو طبقته ،وأشبه بكلام الجبابرة .وهامان وزيره ومدبر رعيته{ فَاجْعَل لِّي} أي من الآجر{ صَرْحًا} أي قصرا رفيعا إلى السماء{ لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} يعني العلي الأعلى ،تبارك وتعالى{ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} أي في دعواه الألوهية ،والعلو لباري الأرض والسماوات .