ثم بين تعالى بقية وصايا لقمان ،بقوله سبحانه:
{ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ} أي إن الخصلة من الإساءة أو الإحسان ،إن تك مثلا في الصغر كحبة الخردل{ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ} أي فتكن مع كونها في أقصى غايات الصغر ،في أخفى مكان وأحرزه ،كجوف الصخرة .أو حيث كانت في العالم العلوي أو السفلي{ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ} أي يحضرها ويحاسب عليها{ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ} أي ينفذ علمه وقدرته في كل شيء{ خَبِيرٌ} أي يعلم كنه الأشياء ،فلا يعسر عليه .والآية كقوله تعالى{[6096]}:{ ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا} الآية ،وقوله{[6097]}:{ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} .
لطيفة:
قوله تعالى:{ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ} الآية ،من البديع الذي يسمى التتميم .فإنه تمم خفاءها في نفسها بخفاء مكانها من الصخرة .وهو من وادى قولها{[6098]}:( كأنه علم في رأسه نارا ) .