{ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ} لحلول ما يغشي الأبصار ويعمي البصائر .وظهور منار الإيمان وزهوق الفريق الكافر ..
قال ابن كثير:أي إذا حل بكم بأس الله وسخطه وغضبه في الدنيا والأخرى ،لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون ،كما قال تعالى{[6115]}:{ فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم} الآيتين .ومن زعم أن المراد من هذا الفتح فتح مكة ،فقد أبعد النجعة ،وأخطأ فأفحش ،فإن يوم الفتح ،قد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إسلام الطلقاء وقد كانوا قريبا من ألفين .ولو كان المراد فتح مكة ،لما قبل إسلامهم لقوله تعالى{[6116]}:{ قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم} وإنما المراد الفتح الذي هو القضاء والفصل كقوله{[6117]}:{ فافتح بيني وبينهم فتحا} وكقوله{[6118]}:{ قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق} الآية وقال تعالى{[6119]}:{ واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد} وقال تعالى{[6120]}:{ إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} .