( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين14 ) .
( ومن يعص الله ورسوله ) في قسمة المواريث وغيرها ( ويتعد حدوده ) بتجاوز أحكامه وفرائضه بالميل والجور ( يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين ) أي لكونه غير ما حكم الله به ،وضاد الله في حكمه .وهذا انما يصدر عن عدم الرضا بما قسم الله وحكم به .ولهذا يجازيه بالاهانة في العذاب الأليم المقيم .وقد روى أبو داود{[1578]} في باب ( الاضرار في الوصية ) من ( سننه ) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ان الرجل ليعمل ،أو المرأة ،بطاعة الله ستين سنة .ثم يحضرهما الموت فيضاران في الوصية .فتجب لهما النار .وقرأ أبو هريرة:( من بعد وصية ) ....حتى بلغ ،( وذلك الفوز العظيم )".ورواه الترمذي وابن ماجة .ورواه الإمام أحمد{[1579]} بسياق أتم ولفظه: "ان الرجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة .فاذا أوصى حاف في وصيته فيختم له بشر عمله .فيدخل النار .وان الرجل ليعمل بعمل أهل الشر سبعين سنة .فيعدل في وصيته ،فيختم له بخير عمله .فيدخل الجنة .قال ثم يقول أبو هريرة:واقرؤوا ان شئتم:( تلك حدود الله ) .إلى قوله:( عذاب مهين )".