( ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما73 ) .
( ولئن أصابكم فضل من الله ) كفتح ،وغنيمة ،ونصر ،وظفر .ونسبة إصابة الفضل إلى جنابه تعالى ،دون إصابة المصيبة ،من العادات الشريفة التنزيلية .كما في قوله تعالى:( وإذا مرضت فهو يشفين ){[1986]} .( ليقولن ) ندامة على تثبطه وقعوده ،وتهالكا على حطام الدنيا ،وتحسرا على فواته ( كأن لم تكن بينكم وبينه مودة ) أي:صلة في الدين ،ومعرفة بالصحبة ( يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما ) فأصيب غنائم كثيرة ،وحظا وافرا .وقوله تعالى:( كأن لم ) .الخ ،اعتراض بين الفعل وهو ( ليقولن ) ومفعوله وهو ( يا ليتني الخ ) للتنبيه على ضعف عقيدتهم ،وأن قولهم هذا قول من لم تتقدم له معكم موادة .لأن المنافقين كانوا يوادون المؤمنين ويصادقونهم في الظاهر .وان كانوا يبغون لهم الغوائل في الباطن .وفيه تعجيب أيضا من قولهم المذكور .قال بعض المفسرين:ثمرة ذلك تأكيد وجوب الجهاد وتحريم التثبيط عنه .انتهى .