{ إِذْ جَاءتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ} قال الزمخشري:أي أتوهم من كل جانب ،واجتهدوا بهم ،وأعملوا فيهم كل حيلة ،فلم يروا منهم إلا العتوّ والإعراض كما حكى الله تعالى عن الشيطان{[6416]}{ لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم} يعني لآتينهم من كل جهة ،ولأعملن فيهم كل حيلة .وتقول ( استدرت بفلان من كل جانب ،فلم يكن فيه حيلة ) .وحاصله جعل الجهتين كناية عن جميع الجهات ،على ما عرف في مثله .والمراد بإتيانهم من جميع الجهات ،بذل الوسع في دعوتهم على طريق الكناية .ويحتمل أن المعنى:جاءوهم بالوعظ من جهة الزمن الماضي وما جرى فيه على الكفار ،ومن جهة المستقبل وما سيجري عليهم .فالمراد بما بين أيديهم الزمن الماضي ،وبما خلفهم المستقبل .ويجوز فيه العكس ،كما ذكر في آية الكرسيّ{ ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا} أي إرسال رسول{ لأنزل ملائكة} أي من السماء بما تدعوننا إليه{ فإنا بما أرسلتم به} أي من عبادة الله وحده{ كَافِرُونَ