{ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} أي يلطف بهم في تدبير إيصال ما يفتقرون من خير الدين والدنيا{ يَرْزُقُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ * مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} .قال الزمخشري:سمي ما يعمله العامل مما يبتغى به الفائدة والزكاء ،حرثا على المجاز - أي بتشبيهه بالزرع من حيث أنه فائدة تحصل بعمل الدنيا .ولذلك قيل ( الدنيا مزرعة الآخرة ) وفرق بين عملي العاملين بأن من عمل للآخرة ،وفّق في عمله وضوعفت حسناته .ومن كان عمله للدنيا أعطي شيئا منها ،لا ما يريده ويبتغيه ،وهو رزقه الذي قسم له وفرغ منه ،وما له نصيب قط في الآخرة .ولم يذكر في معنى عامل الآخرة وله في الدنيا نصيب على أن رزقه المقسوم له ،واصل إليه لا محالة -للاستهانة بذلك إلى جنب ما هو بصدده من زكاء عمله وفوزه في المآب .انتهى .
وهذه الآية كآية{[6450]}{ من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء} الخ .