{ فتول عنهم} أي أعرض عن مقابلتهم بالأسوأ ،كقوله تعالى:{[6785]}{ ودع أذاهم} وقوله:{[6786]}{ واهجرهم هجرا جميلا} .{ فما أنت بملوم} أي في إعراضهم ،إذ لست عليهم بجبار ولا مسيطر ،وما عليك من حسابهم من شيء .
تنبيه:
قول بعض المفسرين هنا –{ فتول عنهم} أي فأعرض عن مجادلتهم ،بعدما كررت عليهم الدعوة – بعيد عن المعنى بمراحل ،لأن مجادلتهم مما كان مأمورا بها على المدى ،لأنها العامل الأكبر لإظهار الحق ،كما قال تعالى:{[6787]}{ وجاهدهم به جهادا كبيرا} .
وكذا قول البعض في قوله تعالى:{ فما أنت بملوم} أي في إعراضك بعدما بلغت .فإنه مناف للأمر بالذكرى بعد .فالصواب ما ذكرناه في تفسير الآية ،لأنه المحاكي لنظائرها .وأقعد التفاسير ما كان بالأشباه والنظائر – كما قيل-:وخير ما فسرته بالوارد .