{ فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا} أي من هؤلاء الكفرة الذين يرون غاية سعادتهم التنعم بلذائذها ،لقصر نظرهم على المحسوسات .والمراد من ( الإعراض ) هجرهم هجرا جميلا ،وترك إيذائهم .وقول الزمخشري:أي أعرض عن دعوة من رأيته معرضا عن ذكر الله ...الخ- لا يصح .لأن الصدع بالحق لا تسامح فيه ،لا سيما والدعوة للمعرضين ،وهي تستلزم أن يحاجوا به بمنتهى الطاقة لقوله تعالى:{[6839]}{ وجاهدهم به جهادا كبيرا} وإنما معنى الآية:فاصفح عنهم ودع أذاهم ،في مقابلة ما يجهلون به عليك ،كما بين ذلك في مواضع من التنزيل ،والقرآن يفسر بعضه بعضا .