{ ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى 30} .
{ ذلك مبلغهم من العلم} يعني أمر الدنيا منتهى علمهم ،لا علم لهم فوقه .ومن كان هذا أقصى معارفه ،فما على داعيه إلا الصفح عنه ،والصبر على جهله .
/ و ( مبلغ ) اسم مكان مجازا ،كأنه محل وقف فيه علمهم ادعاء- كما حققه الشهاب – والجملة اعتراض مقرر لمضمون ما قبلها من قصر الإرادة على الحياة الدنيا ،ثم علل الأمر بالإعراض بقوله سبحانه:{ إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى} أي:ولا بد أن يعاملهم بموجب علمه فيهم ،فيجزي كلا بما يقتضيه عمله ،وتقديم العلم بمن ضل ،لأنهم المقصودون من الخطاب ،والسياق فيهم .