{ فكان قاب قوسين أو أدنى} أي كأن مسافة ما بينهما مقدار قوسين .أي بقدرهما إذا مُدَّا أو أقرب .أو الضمير لجبريل .أي كأن قربه قدر ذلك .
قال الشهاب:وقاب القوس وقيبه:ما بين الوتر ومقبضه .والمراد به المقدار ،فإنه يقدّر بالقوس ،كالذراع .
وقد قيل:إنه مقلوب ،أي قابيْ قوس ،ولا حاجة إليه .فإن هذا إشارة إلى ما كانت العرب في الجاهلية تفعله .إذا تحالفوا أخرجوا قوسين .ويلصقون إحداهما بالأخرى ،فيكون القاب ملاصقا للآخر ،حتى كأنهما ذوا قاب واحد ،ثم ينزعانهما معا ويرميان بهما سهما واحدا ،فيكون ذلك إشارة إلى أن رضا أحدهما رضا الآخر ،وسخطه سخطه ،لا يمكن خلافه –كذا قال مجاهد ،وارتضاه عامة المفسرين – انتهى .
/ قال السمين:وقوله تعالى{ أو أدنى} كقوله:{[6815]}{ أو يزيدون} لأن المعنى:فكان بأحد هذين المقدارين في رأي الرائي .أي لتقارب ما بينهما ،يشك الرائي في ذلك .فهو تمثيل لشدة القرب ،وتحقيق استماعه لما أوحي إليه بأنه في رأي العين ،ورأي الواقف عليه ،كما مر في{ أو يزيدون} فإن المعنى:إذا رآهم الرائي يقول هم مائة ألف أو يزيدون .
وقيل:{ أو} بمعنى ( بل ) أي بل أدنى .
و{ أدنى} أفعل تفضيل ،والمفضل عليه محذوف .أي:أو أدنى من قاب قوسين .