يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} أي كبار الدر وصغاره .أو{ المرجان} الخرز الأحمر المعروف .وإنما قيل{ منهما} مع أنه يخرج من أحدهما ،وهو الملح ،لأنه لامتزاجهما يكون خارجا منهما حقيقة ،أو أنه نسب لهما ما هو لأحدهما ،كما يسند إلى الجماعة ما صدر من واحد منهم .قال الناصر:وهذا هو الصواب .ومثله{[6888]}{ لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} وإنما أريد إحدى القريتين .وكما يقال:هو من أهل مصر ،وإنما هو من محلة منها .انتهى .
قال الشهاب:ولا يخفى أن هذا ،وإن اشتهر ،خلاف الظاهر .فإما أن يكون ضمير{ منهما} لبحري فارس والروم ،أو يقال معنى خروجه منهما ليس أنه متكون فيهما ،بل أنهما يحصلان في جانب من البحار انصبّت إليها المياه العذبة .انتهى والخطب سهل .
ولما كان خروج هذين الصنفين نعمة على الناس ،لتحلّيهم بهما ،كما تشير له آية{[6889]}{ ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها} قال سبحانه:فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ