{ وما أدراك ما الحاقة} قال بعضهم من عوائد العرب في محاروتهم الللطيفة إذا أرادوا تشويق المخاطب في معرفة شيء ودرايته أتوا بإجمال وتفصيل أي:أي شيء أعلم المخاطب ما هي ؟ تأكيدا لتفخيم شأنها حتى كأنها خرجت عن دائرة علم المخاطب على معنى أن عظم شأنها وما اشتملت عليه من الأوصاف مما لم تبلغه دراية أحد من المخاطبين ولم تصل إليه معرفة أحد من السامعين ولا أدركه وهمه وكيفما قدر حالها فهي وراء ذلك وأعظم ومنه يعلم أن الاستفهام كناية عن لازمه من أنها لا تعلم ولا يصل إليها دراية دار ولا تبلغها الأفكار .