{ فصب عليهم ربك سوط عذاب} أي أنزل بهم عذابه وأحل بهم نقمته بما طغوا في البلاد وأفسدوا فيها وقد بين تعالى إهلاكهم مفصلا في غير ما سورة وآية و ( السوط ) إما مصدر ( ساطه ) أي خلطه كما في قول كعب{[7466]}
لكنها خلة قد سيط من دمها *** فجع وولع وإخلاف وتبديل
أريد به المفعول هنا ،أي أنزل عليهم ما خلط لهم من أنواع العذاب .قيل وبما ذكر سميت الآية المعروفة وهي الجلد المضفور الذي يضرب به لكونه مخلوط الطاقات بعضها ببعض وإما أن يكون السوط الآلة المعروفة استعيرت لعذاب أدون من غيره وهو ما اختاره الزمخشري حيث قال وذكر السوط إشارة إلى أن ما أحله بهم في الدنيا من العذاب العظيم بالقياس إلى ما أعد لهم في الآخرة كالسوط إذا قيس إلى سائر ما يعذب به .
وقيل هو من قبيل ( لجين الماء ) أي عذابا كالسوط في شدته ،وهو ما يقتضيه كلام الزمخشري حيث زعم أن السوط مثل لشدة العذاب .
قال الشهاب وأما استعارة الصب للعذاب فشائعة كالإذاقة يقال صب عليه السوط ،وقنعه به وغشاه وهو تمثيل وتصوير لحلوله أو تتابعه عليه وتكرره