{ وليال عشر} هي على قول ابن عباس ومجاهد عشر ذي الحجة لأنها أيام الاهتمام بنسك الحج وفي البخاري{[7454]} عن ابن عباس مرفوعا"ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام "يعني عشر ذي الحجة .
وحكى ابن جرير{[7455]} أنه قبل عنى بها عشر المحرم والرازي قولا أنها العشر الأواخر من رمضان لما فيه من ليلة القدر ولما صح{[7456]}"أنه صلوات الله عليه كان إذا دخل العشر الأخير من رمضان شد مئزره وأحيى ليله وأيقظ أهله "وثمة وجه آخر في العشر وهو أنها الليالي التي يحلو لك فيها الليل ويشتد ظلامه ويغشى الأفق سواده ،وتلك خمس من أوائله وخمس من أواخره وإن لفظة{ عشر} بمثابة قوله في السور الآتية{ إذا يغشى}{ إذا سجى} مما يبين وجه العبرة ويجليها أتم الجلاء ولا بعد في هذا المعنى بل فيه توافق الآيات وبالجملة فأوضح المخصصات ما عضده دليل أو أيدته قرينة أو حاكى نظائره والله أعلم .