وقوله تعالى:{ أو مسكينا ذا متربة} أي فقر شديد لا يواريه إلا التراب يقال ( ترب ) كأنه لصق بالتراب ويقال ( فقر مدقع ) و ( فقير مدقع ) بمعنى لاصق بالدقعاء وهي التراب .
لطيفة:ذهب الأكثرون إلى أن ( لا ) من قوله{ فلا} نافية ،وإنما لم تكرر مع أن العرب لا تكاد تفردها كما جاء في آية{[7474]}{ فلا صدق ولا صلى}{[7475]}{ فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} استغناء بدلالة بقية الكلام على تكرارها لأن ( لا اقتحم ) لما فسر بما بعده كان في قوة ( لا فك رقبة ولا أطعم مسكينا ) وفي الآية أجوبة أخرى ،منها أنه لما عطف عليه كان وهو منفي أيضا فكأنها كررت وقيل ( لا ) للدعاء كقولهم ( لا نجا ولا سلم ) وقيل مخففة من ( ألا ) التي للتخصيص وقيل إنها للنفي فيما يستقل وقال الإمام أما ما قيل من أن ( لا ) إذا دخلت على الماضي وجب تكرارها ولم تكرر في الآية فذلك لا يلتفت إليه لأن الكتاب نفسه حجة في الفصاحة وقد ورد في كلامهم عدم تكرارها