{ ولا يخاف عقباها} أي لا يخشى تبعة إهلاكهم لأنه العزيز الذي لا يغالب .
قال الشهاب أي لا يخاف عاقبتها كما يخاف الملوك عاقبة ما تفعله فهو استعارة تمثيلية لإهانتهم وأنهم أذلاء عند الله فالضمير في{ يخاف} الله وهو الأظهر ويجوز عوده للرسول صلى الله عليه وسلم أي أنه لا يخاف عاقبة إنذاره لهم وهو على الحقيقة كما إذا قيل الضمير للأشقى أي أنه لا يخاف عاقبة فعله الشنيع والواو للحال أو الاستئناف .
تنبيه:قال ابن القيم في ( مفتاح دار السعادة ) المقصود أن الآية أوجبت لهم البصيرة فآثروا الضلالة والكفر عن علم ويقين ولهذا والله أعلم ذكر قصتهم من بين قصص سائر الأمم في سورة{ والشمس وضحاها} لأنه ذكر فيها انقسام النفوس إلى الزكية الراشدة المهتدية وإلى الفاجرة الضالة الغاوية وذكر فيها الأصلين القدر والشرع فقال{[7481]}{ فألهمها فجورها وتقواها} فهذا قدره وقضاؤه ثم قال{[7482]}{ قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها} فهذا أمر ودينه وثمود هداهم فاستحبوا العمى على الهدى ،فذكر قصتهم ليبين سوء عاقبة من آثر الفجور على التقوى والتدسية على التزكية والله أعلم .