{ وإلى ربك فارغب} أي في الدعوة إليه أي لا ترغيب إلا إلى ذاته دون ثواب أو غرض آخر لتكون دعوتك وهدايتك إليك قال القاشاني .
وقال ابن جرير{[7504]}اجعل نيتك ورغبتك إليه دون من سواه من خلقه ،إذ كان هؤلاء المشركون من قومك قد جعلوا رغبتهم في حاجاتهم إلى الآلهة والأنداد ،والأظهر عندي اعتمادا على ما صححناه من أن الآية مدنية وأنها من أواخر ما نزل أن يكون معنى قول تعالى{ فإذا فرغت فانصب} أي فرغت من مقارعة المشركين وظفرت بأمنيتك منهم بمجيء نصر الله والفتح فانصب في العبادة والتسبيح والاستغفار شكرا لله على ما أنعم وارغب إليه خاصة ابتغاء لمرضاته ،فتكون الآيتان معنى سورة{ إذا جاء نصر الله والفتح} ثم رأيت ابن جرير نقل مثله عن ابن زيد عن أبيه قال:فإذا فرغت من الجهاد جهاد العرب وانقطع جهادهم فانصب لعبادة الله وإليه فارغب وهو ظاهر .نعم لفظ الآية عام فيما آثرناه جميعه إلا أن السياق والنظائر - وهو أهم ما يرجع إليه- يؤيد ما قاله ابن زيد واعتمدناه والله أعلم .