[2] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ لم يقل (المدح لله)؛ لأن (المدح) ثناءٌ مجرد، أما (الحمد) فثناءٌ معه محبةٌ وإجلالٌ وتعظيمٌ، (فالحمد) أليق بالله وأكمل وأعمق.
وقفة
[2] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ لم يقل: (الشكر لله)؛ لأن (الشكر) يكون فقط مقابل نعمة، أما (الحمد) فيكون حتى ولو لم تكن هناك نعمة، (فالحمد) أعلى وأرفع.
وقفة
[2] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ الشــكر لا يكــون إلا على النعمــة، والحمــد أعــمُّ مــن الشــكر، فــكل حامــد شــاكر، وليــس كل شــاكر حامــدًا.
لمسة
[2] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ اللام في (لِلَّهِ) للتمليك والتخصيص، فالحمد والمدح مختص بالله ولله، وما من محمود وممدوح غير الله إلا وفيه نقص.
وقفة
[2] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ إذا تأملت كل محامدِ المؤمنين والكافرين وجدت أن ما مُدِحُوا به هو من فضلِ الله, فالله أولى بالمدح من كل ممدوحٍ ومحمودٍ.
وقفة
[2] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ يقولها في صلاته المبتلى والمحروم والمريض والملهوف ليتعلم حمد الله على ما أصابه، إذ لا يُقَدِّر الله إلا ما يصلح للعبد.
عمل
[2] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ كلمةٌ، لكنها (تَمْلأُ الْمِيزَانَ)؛ املأْ ميزانَك.
لمسة
[2] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ بدأت الآية بالحمد وليس بالجار والمجرور؛ لأن الجملة الاسمية تفيد الدوام والثبات والاستقرار, فالحمد لله ثابت ومستقر لله سبحانه.
وقفة
[2] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ بدأت الآية بالحمد وليس بالجار والمجرور؛ لأن الجملة الاسمية تفيد الدوام والثبات والاستقرار, فالحمد لله ثابت ومستقر لله سبحانه.
وقفة
[2] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ الحمد يجمع أفضلَ صور الشكر, وأعمَ صور المدح, وأرفعَ مقامات الثناء, فلا يليق أن يصرف إلا (لله), وهذا من لطائف اللام في: ﴿لِلَّهِ﴾.
وقفة
[2] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ ما من شيء يحبه الله مثل: المدح, ولهذا مدح نفسه ليمدَحَهُ خلقُهُ, فالحمد والمدح والمحامد لا يستحقها أحد إلا الله.
وقفة
[2] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ ما أجملها من كلمة! حين تسمعها بأصوات المرضى الخافتة، وعلى شفاه النفوس المتعبة، يقولون: «يا رب لك الحمد» في غمرات الألم.
وقفة
[2] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ الله سبحانه وتعالى علمنا صفة الحمد؛ لأن الناس يتفاوتون في قدرتهم على الحمد وبلاغتهم فيه، فمنهم الشاعر والناثر، ومنهم البليغ، ومنهم عامة الناس الذين لا يحسنون صناعة الكلام وتجميله؛ فعلمنا سبحانه وتعالى بهذه الصيغة (الحمد لله) كيف نحمده، وهذا التعليم نفسه يستحق منا حمدًا لله عز وجل عليه.
لمسة
[2] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ هذا خبرٌ يتضمن الأمرَ، فينبغي أن نحمده سبحانه على جميعِ نعمه الظاهرة والباطنة، وأعظمها نعمةُ الهداية للإسلام.
لمسة
[2] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ (ال) هنا للاستغراق والعموم, أي: ما من حمد ومدح وثناء في الكون إلا والله المستحق له على الحقيقة، فلا يحمد إلا الله؛ لأنه هو المتسبب له والفاعل له على الحقيقة.
عمل
[2] أكثر من قول: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾، قال رسول الله ﷺ: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ؛ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا». [الترمذى 2346، وحسنه الألباني في صحيح الجامع 6042].
وقفة
[2] العبد بين يدي سيده لا يليق به أن يفتتح خطابه إلا بالحمد والثناء عليه، فلا يناسب المؤمن إلا هذا المطلع: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾.
تفاعل
[2] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ استحضر حال تلاوتها أنَّ الله هداك فأوقفك بين يديه مصليًا، والله لولا الله ما اهتدينا، ولا تصدقنا ولا صلينا.
وقفة
[2] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ يعيش الطفل آمنًا إن كان عنده أب، فما ظنكم بمن كان له رب؟! ثم آمن به, وتوكل عليه ﴿أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾. [الأنعام: 82].
[2] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ فالعبد لو استنفد أنفاسه كلها في حمد ربه على نعمة من نعمه؛ كان ما يجب عليه من الحمد عليها فوق ذلك وأضعاف أضعافه.
وقفة
[2] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ هو ربُّ العالمين، وإليه مردُّ الأوَّلينَ والآخِرين، فيا خيبةَ مَن صرف شيئًا من العبادة والتعظيم، لمربوبٍ ضعيفٍ مثلِه وترك الجليلَ العظيم.
اسقاط
[2] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ كم نعمةٍ أسبغَها عليك تستَدعي حمدكَ إيَّاه في كلِّ لمحة! وكم مِنَّةٍ أسداها إليك تستوجبُ شكركَ له في كلِّ لحظة! فلا يزالُ لسانك رطبًا بالثناء عليه في كلِّ خَطرة.
[2] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ كلُّ حمدٍ لأحدٍ من العالَمين فالله أَولى به، أوَليس قد خلق لك لسانًا حامدًا، ويسَّر لك أسبابَ حمدِه؟ إنَّ حمدك إيَّاه نعمةٌ تستوجبُ منك مزيدَ الحمد.
لمسة
[2] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ جاء تقديم الألوهية؛ لأن حمد الله لكونه إلهًا قد يخفى على النفوس، بخلاف حمد الله من جهة الربوبية، فالكل مُقِرٌ به.
[2] كان نبينا صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، فأحرم بالتكبير، ثم استفتح وقرأ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، وبين التكبير والحمد يرتفع الهمُّ.
وقفة
[2] لو لم يكن لهذا القرآن من وظيفة إلا أنَّه أتاح لنا أن نشكر الله ونحمده؛ لكفى به نعمة، فـ:﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
وقفة
[2] إذا قال العبد: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ قال الله: (حمدني عبدي)، حوار مباشر معك، لا يشغله ملايين المصلين عنك، كأنما أنت وحدك في هذا العالم.
وقفة
[2] متى حمدت الله استحضر الرضا؛ فهو أهل للحمد المطلق الكامل، فاحمده محبة وتعظيمًا؛ حتى يكون حمدًا لا مدحًا فقط، وستجد لذة وأنسًا ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
عمل
[2] ادع الله، وابدأ الدعاء بالحمد والثناء عليه سبحانه كما ابتدأت سورة الفاتحة، ثم اسأله ما تريد كما ختمت السورة، ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، ﴿ٱهْدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ﴾ [6].
وقفة
[2] بداية المصحف: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ يقابلها آخر سورة الناس: ﴿مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾، فهذا الكتاب فيه الهداية ليس للبشر وحدهم؛ وإنما لكل مخلوقات الله تعالى.
وقفة
[2] ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ يزداد العالم (اتساعًا وإمكانًا وفرصًا وعددًا) فيزدادون لله (فقرًا وذلًّا وحاجةً)، إذ ليس لهم استغناء عنه طرفة عين.
وقفة
[2] ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ يقوم بحوائجهم وتربيتهم مع (غناه عنهم)، ويعرضون عن ربهم مع (فقرهم إليه)، من تأمل هذه وحدها عرف أنه (رب).
لمسة
[2] ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ العالم العلوي والسفلي, والإنسي والجني, والغيبي والحسي, تنوعت العَوَالِمُ والرب واحد.
وقفة
[2] ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ من لم يترك عباده بدون تربية ونعمة فلن يتركهم بدون دين, فحاجة قلوبهم للدين أشد من حاجة أبدانهم للنعم.
وقفة
[2] ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ذكر اسم الرب دون غيره؛ لأن الربوبية ترجع كلها لهذا الاسم, فهو الخالق والرازق والمحيي والمميت لأنه ربٌّ سبحانه.
وقفة
[2] ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ تهدم كل نظريات الكفر المعاصرة التي ألَّهت كل شيء إلا رب كل شيء.
وقفة
[2] ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ من تأمل حاجة العالمين وتنوعهم واختلافهم؛ أيقن برب العالمين, فمن خلال الخلق تعرف الرب.
وقفة
[2] ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ لا يكون الرب ربًّا إلا إذا قام على حوائج مربوبه، بحيث يغنيه عن القيام بنفسه, وكذلك الله مع كل العالمين فسبحانه.
لمسة
[2، 3] ورد قوله: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ بعد قوله: ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ كالتعليل لها, فالله رب للعلمين بالنعم مؤمنهم وكافرهم, لأنه رحمن رحيم بهم.
عمل
[2، 3] وصف الله تعالى نفسه بعد قوله: ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ بأنه: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾؛ لأنَّه لما كان في اتصافه بـ (رَبِّ الْعَالَمِينَ) ترهيب، قرنه بـ (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) لما تضمنه من الترغيب؛ ليجمع في صفاته بين الرهبة منه والرغبة إليه، فيكون أعون على طاعته وأمنع.
وقفة
[2، 3] الفاتحة من أرجى سور القرآن, ألا ترى أنك تستفتح بذكر ربوبية الله ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، ثم رحمته: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ فما ظنك بالرب الرحيم؟!
وقفة
[2، 3] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ ما أجمل هذا التعريف! قال ابن القيم: «قلب العبد لا يزال يهيم في أودية القلق حتى يعرف ربه حقًا».