[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ﴾ ثناء على الله بصفات الكمال، ومن صفات كماله ونعمه العظيمة إنزال كتابه، مما يثمر في القلب تعظيم كتابه وإمعان النظر فيه.
وقفة
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ﴾ ما أجملها من كلمة حين تسمعها بأصوات المرضى الخافتة وعلى شفاه النفوس المتعبة! يقولون: «يا رب لك الحمد» في غمرات الألم.
وقفة
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ﴾ إنزال القرآن من أعظم ما يستحق أن يحمد الله عليه، فقد حمد سبحانه ذاته العلية لأجل هذه النعمة.
تفاعل
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ﴾ قل: الحمد لله الذي جعل لك نصيبًا من اتباع هذا الكتاب، ورزقنا حسن العلم والعمل بكتابه.
وقفة
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ﴾ بقدر ما في قلبك من العبودية لله والخضوع له؛ بقدر ما ينزل على قلبك من أنوار الوحي.
وقفة
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ﴾ القرآن نعمة عظيمة تستوجب الشكر، بتلاوته وتعظيمه والعمل به، فلا تستقيم الحياة إلابه.
وقفة
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ﴾ الله يحمد نفسه على إنزال القرآن.
وقفة
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ﴾ ختمت سورة الإسراء بسجدة تستشعر فيها حلاوة القرآن، وتبكى من خشيته, ثم تحمده على نعمة القرآن في بداية الكهف.
وقفة
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ﴾ أعلى مقام وأشرف مقام يمكن أن يصل له إنسان هو مقام العبودية لله.
وقفة
[1] تدبر حينما تقرأ سورة الكهف، كيف بدأ الله بذكر القرآن: ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ﴾، وختمت بذكر القرآن، بينهما ذكر أنواع الفتن، وكأنها إشارة أن التمسك بالقرآن نجاة من الفتن.
[1] العبودية جاءت: في مقام الإيحاء: ﴿فأوحى إلى عبده ما أوحى﴾ [النجم: 10]، وفي مقام الإسراء: ﴿سبحان الذي أسرى بعبده﴾ [الإسراء: 1]، وفي مقام التنزيل: ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ﴾؛ وبقدر ما تكون عبوديتك لله؛ يكون تحررك من رق الدنيا وشهواتها.
وقفة
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾ حمد نفسه، وفي ضمنه إرشاد العباد ليحمدوه على إرسال الرسول إليهم، وإنزال الكتاب عليهم.
وقفة
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾ خص رسوله ﷺ بالذكر؛ لأن إنزال القرآن عليه كان نعمة عليه على الخصوص، وعلى سائر الناس على العموم.
عمل
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾ احفظ أول عشر آيات من سورة الكهف؛ فقد قال ﷺ: «مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ». [مسلم809].
اسقاط
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾ اعرض كل اعوجاجاتك على القرآن بصدق؛ وهو كفيل بإقامتها.
اسقاط
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾ في مطلع سورة الكهف يثني الحق سبحانه على نفسه بالحمد على إنزال هذا الكتاب على رسوله محمدﷺ ، ويصفه بوصف العبودية، فما شأننا مع هذا الكتاب؟ !
وقفة
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾ النعم الدينية أولى بالحمد والشكر من النعم الدنيوية لأن الأولى تُرضي ربك والثانية تُرضي نفسك.
وقفة
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾ نزول هدايات الكتاب على قلبك على كثرة تذللك وعبوديتك لربِّك .
وقفة
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾ بقدر حظك من محبة ربك والذل والعبودية له يكون حظك من فهم القرآن وهدايته.
وقفة
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾ سبحانه تعالى يحمد نفسه المقدسة عند فواتح الأمور وخواتيمها؛ فإنه المحمود على كل حال.
اسقاط
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾ كيف لا نحمد الله ليلًا ونهارًا على هذا الكتاب الذي أخرجنا من الظلمات إلى النور؟!
وقفة
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾ أنزل الله القرآن متضمنًا الحق والعدل والشريعة والحكم الأمثل.
وقفة
[1] في كل سبعة أيام تأوي إليها؛ لتأمن من غوائل الفتن، سورة افتتحت بالوسيلة العظمى للنجاة من كل فتنة: (القرآن)، واختتمت بالحسنة العظمى التي لا يبقى معها أثر لأي فتنة: (التوحيد)، وبينهما أربع فتن كبار: فتنة الدين ونجاتها في آية 28، والمال: ونجاتها في 39، والعلم: ونجاتها بالصبر، والسلطة: ونجاتها بالعدل، هي(كهفك) من الفتن فأو إليها ينشر لك ربك من رحمته.
وقفة
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾ من الكتب من له عوج في آثاره, أو فيه عوج في مضمونه, أو عليه عوج في لوازمه, وكلها منفية عن القرآن, فمن أخذه أخذ بحظ وافر.
وقفة
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾ هذا هو الحمد الأوجب والأهم، فلولا القرآن لزاغت القلوب، وتزلزلالإيمان، وتمكن الشيطان، واشتدت الأحزان.
وقفة
[1] ﴿الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي أَنزَلَ عَلى عَبدِهِ الكِتابَ وَلَم يَجعَل لَهُ عِوَجًا﴾ وكيف سيكون به أى عيب أو عوج والله سبحانه منزله؟!
وقفة
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾ فالتمسك بالكتاب الذي أُنزل يعصم من كل الفتن.
عمل
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾ كلما زادك القرآن عبودية لله أكثِر من الحمد لله.
وقفة
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾ مَنْ جعل القرآن له مـنهاج سَلِمت حـيـاته من الاعـوجاج.
عمل
[1] ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾ تريد حياة مستقيمة لا عوج فيها؟ الزم طريق القرآن وتمسك به.
وقفة
[1] من أعظم ما يُحْمَدُ اللهُ تعالى عليه: إنزالُ كتابه العزيز ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾، فاللهمَّ لك الحمد حمدًا كثيرًا.
وقفة
[1] قال أحدهم: «سمعت أحد الشباب ونحن في الحج في مشعر (منى) يبكي لمدة ثلث ساعة، وهو يردد هذه الآية: ﴿الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾؛ فعرفتُ أنه ذاق لذة نعمة القرآن».
[1] ﴿وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾ الخاضعون للقرآن لن تجد في كلامهم اضطرابًا، ولا في أفعالهم تناقضًا، ولا في تصوراتهم ارتباكًا، بل هو الاتساق المطلق.
وقفة
[1] ﴿وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾ من أقامَ القرآن زالت الإعوجاجات من حياته، وبقدر حظّك من القرآن بقدر إبتعاد الإعوجَاجات عن حياتِك.
وقفة
[1] ﴿وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾ لا مكان للاعوجاج في حياة أهل القرآن، به يقيمون حياتهم من غير انحراف.
وقفة
[1] ﴿عِوَجًا﴾ لو لم ينزل لنا قرآن؛ لأصبحت حياتنا كلها عوجًا, فالحمد لله على إنزاله كتابه.
وقفة
[1، 2] ﴿قَيِّمًا﴾ أي: مستقيمًا لا ميل فيه، ولا زيغ، وعليه: فهو تأكيد لقوله: ﴿وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا﴾؛ لأنه قد يكون الشيء مستقيمًا في الظاهر، وهو لا يخلو من اعوجاج في حقيقة الأمر، ولذا جمع تعالى بين نفي العوج، وإثبات الاستقامة.
وقفة
[1، 2] ﴿الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا * قيمًا﴾، ﴿رسولٌ من الله يتلو صحفًا مطهَّرة * فيها كتبٌ قيمة﴾ [البينة: 2، 3]؛ لأن القيم عبارة عن القائم بمصالح الغير، فهو سبب لهداية الخلق، والقرآن كالقيم الشفيق القائم بمصالحهم.