[1] ﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ﴾ ما نودي محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن إلا بوصف النبوة أو الرسالة؛ تكريمًا له وتشريفًا.

[1] ﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ﴾ هذا التحريم تحريم امتناع عن الانتفاع بالعسل، لا تحريم اعتقاد بكونه حرامًا بعد ما أحله الله.

[1] عَنِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلًا، فَتَوَاصَيْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ: أَنَّ أَيَّتَنَا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ ﷺ فَلْتَقُلْ: إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ، فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا، فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: «لاَ، بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَلَنْ أَعُودَ لَهُ»، فَنَزَلَتْ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ﴾ إِلَى: ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ﴾ لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ» [البخاري 5267].

[1] ﴿لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ﴾ شناعة تحريم الحلال لا تقل عن شناعة تحليل الحرام.

[1] ﴿تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ﴾ هنيئًا لمن تأسَّى به فجَعَل رضا وسرورَ أهلِه من أولوياتِه.

[1] ﴿تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ﴾ رسولنا ﷺ جعل مرضاة زوجاته من مقاصده في حياته؛ هنيئًا لمن تأسى بقدوته، فجعل رضا وسرور أهله من أولوياته.

[1] ﴿تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ﴾ ليس ضعفًا أو نقصًا في الرجولة طلب الرجل لرضى زوجته؛ نبي الملحمة يبتغي مرضات أزواجه.

[1] ﴿تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ﴾ لو قيل لرجل أمام الحضور أنه يبحث عن رضى زوجته لوجد حرجًا كبيرًا؛ فتأمل ماذا يبتغي نبينا ﷺ؟!

[1] ﴿وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾ وهل من ختام للآية الكريمة أروع من هذا؟! يملأ القلب اطمئنانًا إن تبنا وعدنا.