[6] ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ من علم حقيقة الهداية وحاجة العبد إليها؛ أدرك أنَّ الذي لم يحصل له منها أضعاف ما حصل له، وأنَّه كل وقت محتاج إلى هداية متجددة.
وقفة
[6] ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ الصراط المستقيم: إنَّما هو طريق أهل اليقين وكمال الإيمان، ودونه مفاوز من المجاهدة والمكابدة، فمن تحقق به فقد نال تاج النعم وكمال الهدى، فأكرم به وأنعم، ولذلك وجب السعي إليه في كل صلاة، دعاءً أبديًّا يستغرق العمر كله.
وقفة
[6] ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ قــال ابــن القيــم: «أفضــل الدعــاء عــلى الإطــلاق وأنفعــه الهدايــة إلى صراطــه المســتقيم المتضمــن كــمال معرفتــه وتوحيــده وعبادتــه بفعــل مــا أمــر الله واجتنــاب مــا نهــى عنــه، والاســتقامة عليــه إلى المــمات، مــع هذا تضمنهــا: تزكيــة النفــوس، وإصـلاح القلــوب».
وقفة
[6] ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ لاحــظ أنــك تدعــو بالهدايــة في لحظــة مــن أجلِّ لحظات الهداية -وهي الصلاة- فكيف بالغافل العاصي؟! ومع هذا ينسى أن يسأل ربه الهداية!
لمسة
[6] ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ (تكرار طلب الهداية) في قلب أعظم سورة في القرآن, وفي كل ركعة دليل على أن الضلال أقرب إلى العبد من شراك نعله, وأنَّ فرص انحرافنا -مهما استقمنا- كثيرة، واحتمالات ذلك كبيرة.
وقفة
[6] ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ على قدر ثبوت قدم العبد على الصراط المستقيم في هذه الدار؛ يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على النار.
وقفة
[6] ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ الهداية ضربان: دلالة ثم توفيق, فاستشعرهما في دعائك, أن يدُلَّك الله على الحق, ثم يوفقك للقيام به.
تفاعل
[6] ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ ادعُ الآن.
وقفة
[6] ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ كما أنَّ صراط جهنم عليه كلاليب, فكذلك الشبهات والشهوات هي كلاليب الصراط المستقيم, ومن سلم هنا فاز هناك.
وقفة
[6] ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ بقدر ثباتك على الصراط المستقيم في الدنيا؛ يكون ثبوت قدمك على الصراط يوم القيامة.
لمسة
[6] ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ الخط المستقيم هو أقصر بُعد بين نقطتين، فكأنَّ المسلم يدعو الله أن يجعله في أقرب الطرق الذي لا يكون متعبًا أو معوجًا.
وقفة
[6] أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾، فإنَّه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته.
وقفة
[6] أعظم دعوة: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾.
وقفة
[6] إذا علمنا أن الله تعالى أمرنا أن نسأله في اليوم والليلة ١٧ مرة على الأقل، قائلين: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ أدركنا أنَّ الهداية أشرف المطالب.
وقفة
[6] اشتملت سورة الفاتحة التي نكررها ١٧ مرة على الأقل كل يوم على آية: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾؛ لتتخلص القلوب والمجتمعات من الكِبْر وثمراته المرّة.
وقفة
[6] الحل لإنقاذ نفسك ليس عند أهل الاقتصاد، ولا عند أهل السياسة؛ الحل لإنقاذ نفسك هو اتباع الصراط المستقيم ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾.
وقفة
[6] القوة، النصر، العزة، الغنى، الفضل، الإحسان ...، كلها لا تساوي شيئًا بدون الهداية ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾، ولذا كانت أعظم مطلوب.
وقفة
[6] أناجيك: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ معترفًا بعجزي عن استبانة الهدى إلا بفضلك.
[1-6] ابدأ الدعاء بالحمد والثناء عليه سبحانه كما ابتدأت سورة الفاتحة بـ﴿ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ﴾، ثم اسأله ما تريد كما ختمت السورة بـ﴿ٱهْدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ﴾، فمن أدب الدعاء أن يكون بعد الثناء.
عمل
[6، 7] ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ اعرف الحق, ثم تعرّف على أهله.
وقفة
[6، 7] ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ حقيقة الصراط المستقيم هو: معرفة الحق والعمل به؛ لأنَّ الله لما ذكره في الفاتحة بَيَّنَ من انحرفوا عنه وهم اليهود المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به، والنصارى الذين ضلوا عن الحق وعملوا بغيره.
وقفة
[6، 7] لا يَصلُ العبد إلى الله إلا باتباع كتاب الله، وبموافقة حبيبه ﷺ في شرائعه، ومن جعل الطريق إلى الوصول في غير الاقتداء ضلَّ من حيث ظنَّ أنه مهتدٍ. لذلك ندعو في صلواتنا في كلِّ ركعة: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾.