[2] ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ ولم يقل: (فصل لنا)؛ لما في لفظ الرب من الإيماء إلى استحقاقه العبادة، لأجل ربوبيته فضلًا عن فرط إنعامه.

[2] ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ أي: تقرب إليه بالنحر، والنحر يختص بالإبل، والذبح للبقر والغنم، لكنه ذكر النحر؛ لأن الإبل أنفع من غيرها بالنسبة للمساكين؛ ولهذا أهدى النبي ﷺ في حجته مائة بعير، ونحر منها 63 بيده، وأعطى علي بن أبي طالب الباقي فنحرها.

[2] ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ إنما خص هاتين العبادتين بالذكر، لأنهما من أفضل العبادات وأجل القربات، ولأن الصلاة تتضمن الخضوع في القلب والجوارح لله، وتنقلها في أنواع العبودية، وفي النحر تقرب إلى الله بأفضل ما عند العبد من النحائر، وإخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته والشح به.

[2] ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ عند النحر لله؛ تذكر أنها أفضل العبادات التي خصها سبحانه، فأخرج أحسن ما لديك.

[2] لما قدَّم الله الصلاة على النحر في قوله: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾، وقدَّم التزكي على الصلاة في قوله: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ﴾ [الأعلى: 14، 15]، كانت السنة أن الصدقة قبل الصلاة في عيد الفطر، وأن الذبح بعد الصلاة في عيد النحر.

[2] لما كانت الصلاة والنحر أكثر العبادات التي يصرفها المشركون لأوثانهم، خُصَّتا بالذكر في قوله: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾، وأبرز مقصودهما وغايتهما: ﴿لِرَبِّكَ﴾، ولذا لم يقل: (فصل وانحر)؛ ليستقر المعنى وهو: (فصل لربك، وانحر لربك، وحده لا شريك له)، مراغمًا المشركين الذين جعلوا صلاتهم ونحرهم لغير الله.

[2] ومن فوائد الالتفات -أي من ضمير الغيبة إلى ضمير الخطاب- في قوله تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ أنها دالة على أن ربك مستحق لذلك، وأنت جدير بأن تعبده وتنحر له.

[2] في مقابل المنع في سورة الماعون جود وسخاء وعطاء في سورة الكوثر ﴿فصل لربك وانحر﴾.