[101] ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ﴾ الملك ليس أن تملك قصرًا جميلًا ولا مالًا وفيرًا فقط، الملك هو أن تملك نفسك، تملك هواك وشهوتك، هو أن تقول في خلوتك: (إني أخاف الله).
وقفة
[101] ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ﴾ طريق طويل ومتعب، قاس فيها يوسف أنواع البلايا حتى وصل إلى الملك، وهذه همسة في أذنك: يا من أراد السير على هدي الأنبياء، ما كان طريق الأنبياء مفروشًا بالورود والرياحين، الطريق تعب فيه آدم، وناح لأجله نوح، ورُمي في النار الخليل، وأُضجع للذبح إسماعيل، وفقد يعقوب أبناءه لسنين، وألقي يوسف في البئر، ثم بيع بثمن بخس، وابتلي بالمرأة، ثم لبث في السجن بضع سنين، ونُشر بالمنشار زكريا، وذبح السيد الحصور يحيى، وقاسى الضرَّ أيوب، طُورد موسى، وكاد أن يصلب عيسى، وعالج محمد ﷺ أنواع الأذى والفقر، حوصر في الشعب ٣ سنين، فارق أحبابه، وقُتل أصحابه، شج جبينه، وكُسرت رباعيته، هذا هو طريق الأنبياء، فاعدد للطريق عدته، فلاتدري ما قد تواجهه ولاتدري أين نهاية الطريق، لكن تذكر: ﴿إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [هود: 49].
وقفة
[101] في الشدة: ﴿رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ﴾ [33]، وفي الرخاء: ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ﴾، لاحظ الإلتجاء إلى الله، والإعتماد عليه، والإفتقار إليه في السراء والضراء؛ فكذلك ينبغي أن يكون المسلم.
وقفة
[101] ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ التحدث بنعمة الله مستحب، بشرط ألا يصاحبه کبر أو فخر أو رياء، وقد حَدَّثَ النبي ﷺ بنعم الله عليه، فقال: «إِنِّي لأَوَّلُ النَّاسِ تَنْشَقُّ الأَرْضُ عَنْ جُمْجُمَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ فَخْرَ، وَأُعْطَى لِوَاءَ الْحَمْدِ، وَلاَ فَخْرَ، وَأَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ فَخْرَ، وَآتِي بَابَ الْجَنَّةِ فَآخُذُ بِحَلْقَتِهَا ...» [أحمد 3/144، وصححه الألباني].
وقفة
[101] ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ مهما ارتفعت منزلتك وعظم قدرك، فلا تنسَ أن ترد الفضل لله فأنت لم تكن شيئًا بدونه.
وقفة
[101] ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ تأويل الرؤى كرامة يذكرها يوسف في معية الملك، وبعضنا يعتبرها من ضمن الخرافات!
وقفة
[101] ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ لا الملك ولا العلم هي نهاية آمال العارفين، الموت على الإسلام هو غاية كل لبيب متبصر.
[101] إذا اكتملت للمؤمن كثير من النعم لم يزل يتطلع إلى نعم الآخرة، وأولها حسن الختام، تأمل قول يوسف: ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾.
لمسة
[101] ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ من آداب الدعاء! انظر كيف قدم يوسف الثناء على الدعاء، وهذا من الأدب النبوي الذي يوفق الله إليه من اصطفی من عباده ورضي عنه من أوليائه.
وقفة
[101] الملك المطلق لله، والعلم المطلق لله يؤتي منهما من يشاء من عباده، فلا تتكبر، وابرأ إلى الله من حولك وقوتك، وإذا أوتيت علمًا أو ملكًا على شيء فارفع يديك وقل: يا رب: أنت أعطيتنيه، أنت علّمتنيه، ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾.
[101] عدد بعض نعم الله تعالى عليك، ثم سل الله تعالى شكرها، وتمامها ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾.
وقفة
[101] ﴿وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ بعض الناس يأول ويجزم خبط عشواء فربما أربك الناس وأقلقهم بلا علم ولا هدى.
لمسة
[101] ﴿وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾ تواضع يوسف! وهو الذي لم تعرض له رؤيا إلا أولها، ومع هذا يعلن أنه لا يعلم إلا بعض علم التأويل، فقوله: (من) للتبعيض، وهو من أدب النبيين أثناء مناجاة الرب العظيم.
وقفة
[101] ﴿فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ جمعت هذه الدعوة محاور: الإقرار بالتوحيد، والاستسلام للرب، وإظهار الافتقار إليه، والبراءة من موالاة غيره سبحانه وطلب الوفاة على الإسلام وهذا من أجل غايات العبد، الإشارة إلى أن كل ما ذكر بيد الله لا بيد العبد -والاعتراف بالمعاد- وطلب مرافقة السعداء.
وقفة
[101] أكرم يوسف بالملك وتأويل اﻷحاديث، فلم يلهه ما يزول عن سؤال ما يدوم ﴿فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾.
وقفة
[101] من الأدب: الثناء قبل الدعاء ﴿فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾.
وقفة
[101] ﴿أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾ الله هو الذي ينصرك إن ظلمك الناس، وهو الذي يؤيدك إن كذبوك، وهو الذي يقف معك إن تركوك لوحدك ويثبتك.
[101] ﴿أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾ قالها يوسف وقد اجتمع عنده أبواه وإخوته وأقرب أوليائه، والله لا أنفع ولا أبرد للقلب من ولاية الله، يا رب: أنت وليي.
وقفة
[101] ﴿أَنتَ وَلِيِّي﴾ أي: الأقرب إليَّ باطنًا وظاهرًا، ﴿فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾ أي: لا ولي لي غيرك, والولي يفعل لمولاه الأصلح والأحسن, فأحسن بي في الآخرة أعظم ما أحسنت بي في الدنيا.
وقفة
[101] وصية الجد والأب: ﴿وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [البقرة: 132]، امتثال الابن: ﴿أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا﴾، فلا الملك ولا العلم هما نهاية آمال الأنبياء ولا العلماء العاملين، الموت على الإسلام هو غاية كل لبيب متبصر، ما قدر العناية بهذا الأمر في قلبي وقلبك؟ رحمني الله وإياكم وأحيانًا على الإسلام والسنة وأماتنا عليهما (قلوب الأبرار معلقة بالخواتيم).
وقفة
[101] كل الأمنيات بهذه الآية: ﴿أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾.
وقفة
[101] ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا﴾ لما عدد النعم التي أنعم الله بها عليه؛ دعا أن الله يتم عليه النعم بالوفاة على الإسلام إذا حان أجله.
وقفة
[101] ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا﴾ الوفاة على الإسلام أمنية الأنبياء.
وقفة
[101] ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا﴾ أعظم من الجمال، أعظم من المال، أعظم من العز، أعظم من الحريّة، أن يتوفّاك الله مسلمًا.
وقفة
[101] ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا﴾ النبي الذي أثني الله عليه في سورة كاملة ووصفه بالنبوة والإحسان والإخلاص غاية أشواقه أن يموت مسلمًا، أي نعمة أنت فيها يامسلم!
وقفة
[101] ثبت يوسف في الضراء، ولما تزينت له الدنيا باجتماع الشمل وتمام الملك، لم ينفك عن سؤال الثبات في السراء، فالثبات عزيز ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا﴾.
عمل
[101] نحزن ونحن نقلب أوراق عمرنا الفائتة، من رحمة الله أن جعل العبرة بالخواتيم، تعامل مع بقية عمرك أنها الصفحة الأخيرة ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا﴾.
وقفة
[101] ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ دعاء ردده يوسف، وهو نبي، لم يجد أغلى ولا أعلى ولا أشرف من هذه الأمنية.
وقفة
[101] ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ إن قلتَ: كيف قال يوسف ذلك، مع علمه بأنَّ كل نبيٍّ لا يموت إلّاَ مسلمًا؟ قلتُ: قاله إظهارًا للعبودية والافتقار، وشدَّة الرغبة في طلب سعادة الخاتمة، وتعليمًا للأمة، وطلبًا للثواب.
وقفة
[101] ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ هذه أسمى أمنيات الأنبياء، ومع هذا فلا تخطر على بال كثير من الخلق!
وقفة
[101] ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ روي في تفسير البغوي أن يعقوب قال للبشير حين جاءه بقميص يوسف: کيف ترکت يوسف؟ قال: إنه ملك مصر، فقال يعقوب: ما أصنع بالملك؟! على أي دين تركته؟ قال: على دين الإسلام، قال: الآن تمت النعمة.
وقفة
[101] ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ هذه دعوة يوسف عليه السلام بعد أن تربع على عرش مصر وملك خزائنها، دلالة على زهده في الملك، وشوقه إلى لقاء الرب، وإيثار الدار الآخرة.
وقفة
[101] ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ الامتحان الأخير! قال السعدي: «أي: أدم على الإسلام وثبتني عليه حتى تتوفاني عليه، ولم يكن هذا دعاء باستعجال الموت».
عمل
[101] ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ لا تحزن من البدايات السيئة، ولا تغتر بالبدايات الرائعة، فالعبرة بجمال النهاية، والموفق لها هو الله.
وقفة
[101] ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ العظماء إن تحققت آمالهم؛ طمعوا بالأمنية الكبرى إنها الجنة .
[101] ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ دعوة يوسف عليه السلام بعد أن تولى خزائن مصر وجمعه الله مع والديه وإخوته؛ زانت له الدنيا ولكنه أراد الآخرة.
تفاعل
[101] ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ ادعُ الله الآن.
وقفة
[101] كان إبراهيم بن أدهم يقول: «كيف نأمن وابراهيم الخليل عليه السلام يقول: ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ﴾ [إبراهيم: 35]، ويوسف الصديق يقول: ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾».
عمل
[101] لا يفتر لسانك من دعاءٍ كدعاء يوسف: ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾، فإنك لا تدري ما يكون عليه قلبك عند موتك .
وقفة
[101] يوسف عليه السلام أعطاه الله المال والجمال والجاه والنبوة وزانت له الدنيا، لكن أمنيته كانت: ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾، وأنت ما أمنيتك؟
عمل
[101] ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ اجْعَل أهم أُمنياتِك في هذه الآية؛ فذلك هو الفوز العظيم.
وقفة
[101] من أسباب الثبات: الدعاء، فأكثروا منه، تدبر: ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾، وصّى به يعقوب ودعا به يوسف.
وقفة
[101] بلغ الغاية وتمام النعمة، ولكن ﻻ تسكن النفس لغاية دون: ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾.
وقفة
[101] قال الصديق: ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ لم يسأل الموت، ولم يتمنه؛ وإنما سأل أنه إذا مات يموت على الإسلام؛ فسأل الصفة لا الموصوف، كما أمر الله بذلك.
وقفة
[101] جمع ليوسف نسب رفيع إلى الغاية، وجمال باهر، وتمكين في الأرض، فلم يمنعه ذلك من أن يقول: ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾.
وقفة
[101] يوسف عليه السلام النبي العظيم علمٌ وصبرٌ وجهاد ماذا كانت أُمنيته؟ ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾، العظماء علموا أن العبرة بالخواتيم.
[101] ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ اللهم خفافًا لا لنا ولا علينا، لا نؤذِى ولا نؤذَى، لا نَجرَح ولا نُجرَح، لا نَهين ولا نُهان، اللهم عبورًا خفيفًا، لا نشقى بأحد ولا يشقى بنا أحد.
وقفة
[101] مهما جمعت من الدنيا وحققت من الأمنيات؛ لن تجد أجمل من أمنية يوسف عليه السلام: ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾.
وقفة
[101] ﴿وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ لا تأنس نفس المؤمن ولا ترتاح لا في الدنيا لا في الآخرة إلا بمؤاخاة الصالحين ومصاحبتهم والتقائهم.