[64] ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ﴾ نقلها كما جاءت تدل على امتثال النبي صلى الله عليه وسلم للوحي ونقله كما جاء.
وقفة
[64] نجد في القرآن مواضع: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ﴾، ومواضع: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ﴾ بدون الأمر (قل)، فما الفرق بينهما؟ الله سبحانه وتعالى يتلطف أحيانًا مع عباده، فيجعلهم أهلًا لمخاطبته مباشرة، فيقول: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ﴾، وإذا خاطبهم بـ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ﴾ فمعناه أنَّهم لم يبلغوا السمو الذي يخاطبهم به مباشرة، ويوضح ذلك، لو وقع جدال بينك وبين شخص، وطال الجدال بينكما، وهناك شخص ثالث موجود، وتريد إسكات المجادل، فتقول للشخص الثالث: (قل لهذا فليسكت) فتترفع عن مخاطبته مباشرة.
وقفة
[64] ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ﴾ كلمة! الحق ليس بكثرة الثرثرة.
لمسة
[64] ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ﴾ (تَعَالَوْاْ) فعل أمر بالاجتماع في مكان عالٍ، وهو تمثيل رائع حيث جعل هذا المكان المرتفع هو (إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء) كلمة التوحيد، وهو مكان سامٍ يسمو بمن يلحق به.
وقفة
[64] ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ﴾ الرسالات الإلهية كلها اتفقت على كلمة عدل واحدة، وهي: توحيد الله تعالى والنهي عن الشرك.
وقفة
[64] الداعية الحكيم هو من يؤتيه الله جوامع الكلم، فيؤلف بها قلوب الناس: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ﴾.
عمل
[64] أرسل لبعض الكفار عبر النت ترجمة معاني هذه الآية الكريمة وتفسيرها بلغتهم ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ...﴾.
وقفة
[64] رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل: «بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِن مُحَمَّدٍ عبدِ اللَّهِ ورَسولِهِ، إلى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلَامٌ علَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى، أمَّا بَعْدُ: فإنِّي أدْعُوكَ بدِعَايَةِ الإسْلَامِ، أسْلِمْ تَسْلَمْ، وأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فإنْ تَوَلَّيْتَ، فَعَلَيْكَ إثْمُ الأرِيسِيِّينَ و: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾» [البخاري ٢٩٤١].
وقفة
[64] ذم القرآن تقليد أهل الكتاب علماءهم، وعدَّ اتباعهم فيما خالف حكم الكتاب كفرًا بالله ومن اتخاذهم أربابًا من دون الله ﴿وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ﴾.
وقفة
[64] ﴿وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ﴾ فيه رد على الروافض الذين يقولون: يجب قبول قول الإمام دون إبانة مستند شرعي، وأنه يحل ما حرمه الله من غير أن يبين مستندًا من الشريعة.
وقفة
[64] الأنبياء معصومون فيما يبلغون عن ربهم، ومن ادعى العصمة غيرهم فهو كاذب، وقد يوصله أتباعه إلى مقام الربوبية والعياذ بالله ﴿وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ﴾.
وقفة
[64] ﴿فَإِن تَوَلَّوْاْ﴾ جيء بحرف الشرط (إن)؛ لأنَّ التولِّي بعد نهوض الحجة غريب الوقوع، ولم يأت بـ(إذا) التي تفيد كثرة الحدوث.