[153] وردت كلمة: (صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) في سورة الأنعام ٥ مرات، وهي مناسبة لموضوع السورة وأهدافها.
وقفة
[153] ﴿وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ﴾ يا للَعجب من بيانِ القرآن وبيِّناته وإعجازِه بفنون إيجازه! القرآن يأمرك بالتدبُّر واستعمال الحواس الظاهرة والباطنة في وظائفها الفطرية قبل أن يأمرك بـ (الاتباع)؛ حتى تطمئن إلى أنك إنما تتبعه فيما فيه حق وخير ورحمة.
وقفة
[153] سئل ابن مسعود رضي الله عنه عن الصراط المستقيم، فقال: «تركنا محمد في أدناه في الجنة، وعن يمينه جوادٌ، وعن شماله جوادٌ، وثمَّ رجال يدعون مَنْ مرَّ بهم، فمن أخذَ في تلك الجواد انتهت به إلى النار، ومن أخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة»، ثم قرأ ابن مسعود: ﴿وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ﴾.
وقفة
[153] الطريق موصل دون شك، ولكن أكثر الناس لا يسلكونه ﴿وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ﴾.
وقفة
[153] ﴿وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ﴾ وهذه السبل تعم اليهودية والنصرانية والمجوسية، وسائر أهل الملل، وأهل البدع والضلالات من أهل الأهواء والشذوذ في الفروع، وغير ذلك من أهل التعمق في الجدل، والخوض في الكلام؛ هذه كلها عُرضة للزلل، ومظنة لسوء المعتقد.
[153] عجبًا لهذا القرآن؛ حقًا كلما ضللنا وانحرفنا صاح بنا هذا الطريق الصحيح ﴿وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ﴾.
لمسة
[153] ﴿وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾ إنما وحد سبيله لأن الحق واحد، ولهذا جمع السبل؛ لتفرقها، وتشعبها.
وقفة
[153] ﴿وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾ سبل الضلال كثيرة، وسبيل الله وحده هو المؤدي إلى النجاة من العذاب.
[153] ﴿وَأَنَّ هذا صِراطي مُستَقيمًا فَاتَّبِعوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبيلِهِ﴾ وحَّدَ سبيلَه؛ لأنه فى نفسه واحد لا تعدد فيه، وجَمَعَ السُّبُلَ المخالفة؛ لأنها كثيرة متعددة.
وقفة
[153] ﴿وَأَنَّ هذا صِراطي مُستَقيمًا فَاتَّبِعوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبيلِهِ﴾ لا خيار، إما طريق الله ففوز ونجاة، وإما سبل الهوي وحينها الضياع والشقاء.
وقفة
[153] التزام الإسلام، والبراءة من غيره من الملل والطرق المنحرفة والمبتدعة هو الطريق المستقيم الموصل إلى الجنة ﴿وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾.
وقفة
[153] هدى للعالمين؛ حتى يكون الكدح سيرًا إلى رضا الله، لا إلى عذابه ﴿وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.
عمل
[153] لا تنتظر أن تتنزَّل عليك الهداية، فالهداية طريق واحد لا بد أن تسلكه، وهو اتباع كتاب الله وسنة محمد ﷺ، ثم لا تزال تدعو الله أن يثبت قدميك على هذا الطريق حتى تلقى الله، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.
وقفة
[153] الفرق بين الجنة والنار: أن الجنة لها طريق واحدة طويلة، أما النار فلها كثير من الطرق المختصرة، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.
وقفة
[153] ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ﴾ السُّبُلَ: الطرق المختلفة في الدين من: اليهودية، والنصرانية، وغيرها من الأديان الباطلة، ويدخل فيه أيضا البدع والأهواء المضلة.
وقفة
[153] إننا كادحون إلى الله كدحًا فملاقوه، لا خيار للبشرية في ذلك أبدًا! وإنما وصية الله جاءت ببيان الصراط المستقيم هدى للعالمين؛ حتى يكون الكدح سيرًا إلى رضا الله، لا إلى عذابه ﴿ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾.
وقفة
[153] ذكر الله في خاتمة الأنعام عشر وصايا، وفي كل آية نقرأ: ﴿ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ ﴾، أرأيت لو أنها وصية أبيك أتفرط فيها؟! فوصية الله أعظم وآكد.
وقفة
[153، 154] ﴿ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ﴾ (ثم) هنا لترتيب الأخبار لا لترتيب الوقوع، ولا يلزم من ترتيب الأخبار ترتيب الوقوع، ولا ريب في تقديم إيتاء موسى الكتاب على وصيته لهذه الأمة.