ولما ذكر أحوال الكافرين لنعم الله تعالى ،وأمر المؤمنين بإقامة مراسم الطاعة شكرا لنعمه ،شرع في تفصيل ما يستوجب على كافة الأنام المثابرة على الشكر والطاعة من النعم العظام ،حثا للمؤمنين عليها وتقريعا للكفرة المخلين بها ،الواضعين موضعها الكفر والمعاصي ،فقال سبحانه:{ الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار} .
{ الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء} أي المزن{ ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم} أي تعيشون به{ وسخر لكم الفلك} أي السفن{ لتجري في البحر بأمره} أي بإرادته{ وسخر لكم الأنهار} أي فتجري حيث تشاؤون من شرب وسقي وسواهما .