وقوله تعالى:
{ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ( 12 )}
{ يَا يَحْيَى} استئناف ،طوى قبله جمل كثيرة ،مسارعة إلى الإنباء بإنجاز الوعد الكريم .وهو وجود هذا الغلام المبشر به ،وتعليمه التوراة التي كانوا يتدارسونها بينهم ،ويحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار ،وقد كان سنه إذ ذاك صغيرا .فلهذا نوه بذكره ،وبما أنعم عليه وعلى والديه .أي قلنا:{ يا يحيى}{ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} أي تعلم التوراة بجد وحرص واجتهاد .{ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} أي الحكمة وفهم التوراة والعلم والاجتهاد في الخير ،وهو صبي .