ثم أشار تعالى إلى تسلية رسوله صلوات الله عليه ،عما كان يلاقيه من صد شياطين قومه عن سبيل الله ،بأن تلك سنة كل رسول ،وأن العاقبة له ،فقال سبحانه:
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} .
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى} أي رغب في انتشار دعوته ،وسرعة علو شرعته{ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} أي بما يصد عنها ،ويصرف المدعوين عن إجابتها{ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} أي يبطله ويمحقه .{ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ} ،أي يثبتها{[5554]}:{ فأما الزبد فيذهب جفاء ،وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}{ وَاللَّهُ عَلِيمٌ} يعلم الإلقاءات الشيطانية وطريق نسخها من وجه وحيه{ حَكِيمٌ} ،يحكم آياته بحكمته .