ثم وصف تعالى السعير بقوله:
{ إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} أي إذا كان بمرأى منهم ( أي قريبة منهم ) ونسبة الرؤية إليها لا إليهم ،للإيذان بأن التغيظ والزفير منها ،لهيجان غضبها عليهم عند رؤيتها إياهم ،حقيقة أو تمثيلا .و ( من ) في قوله:{ من مكان بعيد} إشعار بأن بعدما بينها وبينهم من المسافة ،حين رأتهم ،خارج عن حدود البعد المعتاد في المسافات المعهودة .وفيه مزيد تهويل لأمرها .أفاده أبو السعود .و ( التغيظ ) إظهار الغيظ وهو أشد الغضب ،وقد يكون مع صوت كما هنا .شبه صوت غليانها بصوت المغتاظ وزفيره ،وهو صوت يسمع من جوفه ،تصريحا أو مكنيا أو تمثيلا .