ولما تضمن هذا إثبات التوحيد والنبوة ،تأثره بالبرهنة عليهما ،وتضليل المخالفين فيهما ،بقوله سبحانه:
{ وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا} أي لا يملكون دفع ضر ولا جلب نفع ولا إماتة أحد وإحياءه أولا وبعثه ثانيا .ومن كان كذلك فبمعزل عن الألوهية ،لعرائه عن لوازمها واتصافه بما ينافيها .وفيه تنبيه على أن الإله يجب أن يكون قادرا على البعث والجزاء .أفاده القاضي .
قال الشهاب:قدم الموت لمناسبته للضر المتقدم وفسر الموت والحياة بالإماتة والإحياء والإنشار ،إما بيانا لحاصل المعنى ،لأن ملك الموت له القدرة على الإماتة ،أو إشارة إلى انه بمعنى الأفعال .كما في قوله{[5884]}:{ أنبتكم من الأرض نباتا} .