ثم أشار تعالى إلى مقترح خاص بالتنزيل الكريم ،بقوله:
{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً} أي دفعة واحدة في وقت واحد .وقد بين سبحانه بطلان هذه المماراة الحمقاء بقوله{ كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ} أي نقويه به على القيام بأعباء الرسالة ،والنهوض لنشر الحق بين قادة الجهالة .فإن ما يتواتر إنزاله لذلك أبعث للهمة وأثبت للعزيمة وأنهض للدعوة من نزوله مرة واحدة{ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} أي فصلناه تفصيلا بديعا ،لا يُلحق شأوُه ولا يُدرَك أمدُه .
قال القاشاني:الترتيل هو أن يتخلل بين كل نجم وآخر مدة مكن فيها ترسخه في قلبه ،وأن يصير ملكة لا حالا .