ثم أشار تعالى إلى بعض دلائل التوحيد .وما فيها من النعم العظمى الجديرة بأن تلقى بالشكر لا بالكفر ،كحال هؤلاء الكفرة بقوله سبحانه:
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا} .
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} أي عجيب صنعه أن جعله يمتد وينبسط فينتفع به الناس{ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا} أي ثابتا على حاله ،من الطول والامتداد .من ( السكنى ) أو غير متقلص من ( السكون ) بأن يجعل الشمس مقيمة على وضع واحد فلم ينتفع به أحد{ ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا} أي علامة يستدل بأحوالها في مسيرها على أحوال الظل ،من كونه ثابتا في مكان ،زائلا ومتسعا ومتقلصا .فيبنون حاجتهم إلى الظل واستغنائهم عنه ،على حسب ذلك .