{ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا} أي ما سطروه ،كتبها لنفسه وأخذها{ فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ} أي تلقي عليه ليحفظها{ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} أي دائما .
قال ابن كثير:وهذا الكلام ،لسخافته وكذبه وبهته منهم ،يعلم كل أحد بطلانه .فإنه قد علم بالضرورة:أن محمدا صلى الله عليه وسلم ،لم يكن يعاني شيئا من الكتابة ،لا في أول عمره ولا في آخره .وقد نشأ بين أظهرهم من أول مولده ،إلى أن بعثه الله نحوا من أربعين سنة ،وهم يعرفون مدخله ومخرجه وصدقه وبره ونزاهته وأمانته .وبعده عن الكذب والفجور وسائر الأخلاق الردية ،حتى إنهم كانوا يسمونه في صغره ،وإلى أن بعث ب ( الأمين ) لما يعلمون من صدقه وبره .فلما أكرمه الله بما أكرمه به ،نصبوا له العداوة ،ورموه بهذه الأقوال ،التي يعلم كل عاقل براءته منها .وحاروا بما يقذفونه به ،فتارة من إفكهم يقولون:ساحر .وتارة يقولون:شاعر .وتارة يقولون:مجنون .وتارة يقولون:كذاب ،قال الله تعالى{[5885]}:{ أنظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا}