ثم أشار تعالى إلى تعنتهم بخصوص المنزل عليه بقوله:
{ وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا} .
{ وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ} أي كما نأكل{ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ} أي يتردد فيها لشؤونه كما نمشي .قال الزمخشري:يعنون أنه كان يجب أن يكون ملكا مستغنيا عن الأكل والتعيش .أي فيخالف حاله حالنا .قال أبو السعود:وهل هو إلا لعميهم وركاكة عقولهم ،وقصور أنظارهم على المحسوسات .فإنما تميز الرسل عمن عداهم ليس بأمور جسمانية ،وإنما بأمور نفسانية .كما أشير إليه بقوله تعالى{[5888]}:{ قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي} ثم نزلوا عن اقتراحهم أن يكون ملكا ،إلى اقتراح أن يكون إنسانا معه ملك حتى يتساندا في الإنذار فقالوا:{ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا}