{ أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} إرشاد إلى إثبات المعاد الذي ينكرونه مع وضوح دليله ،وذلك بما يشاهدونه في أنفسهم من خلق الله إياهم بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا ،ثم وجدوا وصاروا أناسا سامعين مبصرين .فالذي بدأ هذا ،قادر على إعادته .فإنه سهل عليه ،يسير لديه .فقوله تعالى:{ ثم يعيده} عطف على{ أو لم يروا} لا على{ يبدئ} بتأويل ( الإبداء ) بإبداء ما يشاهده ،كالنبات وأوراق الأشجار وغيرهما .والإعادة بإنشائه تعالى كل سنة ،مثل ما أنشأه في السنة السابقة من النبات والثمار وغيرهما .فإن ذلك مما يستدل به على صحة البعث ووقوعه من غير ريب .فيصح حينئذ العطف .
قال الشهاب:لكنه غير ملاق لما وقع في غير هذه الآية .
قال:وبهذا التقرير سقط ما قيل:إن أريد بالرؤية العلم فكلاهما معلوم .وإن أريد الإبصار فهما غير مرئيين .مع أنه يجوز أن يجعل ما أخبر به الله تعالى لتحققه ،كأنه مشاهد{ إِنَّ ذَلِكَ} أي ما ذكره ،وهو الإعادة{ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} .