{ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} أي من أتباع الأنبياء عليهم السلام ،بضروب من الفتن من أعدائهم ،كما دون التاريخ اضطهادهم .أي فصبروا وما وهنوا لما أصابهم حتى علت كلمة الله{ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا} أي في قولهم ( آمنا ){ وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} أي فيه:وذلك بالامتحان .
فإن قيل:يتوهم من صيغة الفعل أن علمه حدث ،مع أنه قديم .إذ علمه بالشيء قبل وجوده وبعده ،لا يتغير .يجاب بان الحادث هو تعلق علمه بالمعلوم بعد حدوثه .
وقال الناصر:فائدة .ذكر العلم ها هنا ،وإن كان سابقا على وجود المعلوم هو التنبيه بالسبب على المسبب .وهو الجزاء كأنه قال تعالى ( ليعلمنهم فليجازينهم بحسب علمه فيهم ) .
وقال المهايمي:{ فليعلمن الله} أي يظهر علمه عند خلقه بصدق إيمان{ الذين صدقوا} فيه ،بدلالة ثباتهم عليه عند المصائب{ وليعلمن} أي وليظهر علمه بكذب دعوى{ الكاذبين} لئلا يشهدوا عنده بإيمان الكاذبين ،فينسب في تعذيبهم إلى الظلم .وليثق المؤمنون (...){[6033]} الصادقين ،ويستظهروا بها ،ويحذروا عن مكر الكاذبين .انتهى .