ثم أشار تعالى إلى كفالته لمن هاجر إليه ،من الفقر والضيعة ،بقوله سبحانه{ وَكَأَيِّن} أي:وكم{ مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا} أي لا تطيق أن تحمله لضعفها عن حمله{ اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ} أي يقيض لها رزقها على ضعفها ،ويرزقكم مع قوتكم واجتهادكم .فهو الميسر والمسهل لكل مخلوق من رزقه ما يصلحه .فلا يختص رزقه ببقعة دون أخرى ،بل خيره عام وفضله شامل لخلقه ،حيث كانوا وأنى وجدوا .وقد ظهر مصداق كفالته تعالى لأولئك المهاجرين ،بما وسع عليهم وبسط لهم من طيب الرزق ورغد العيش وسيادة البلاد في سائر الأمصار .وهذا معنى ما ورد مرفوعا ( سافروا تصحوا وتغنموا ) رواه البيهقي{ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}