قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد12 ) .
( قل للذين كفروا ) بهذا الدين وهم اليهود ( للراوية الآتية ) أو نصارى نجران ،لأن السورة نزلت لإحقاق الحق معهم ،أو أعم ( ستغلبون ) أي في الدنيا ( وتحشرون ) أي يوم القيامة ( إلى جهنم وبئس المهاد ) الفراش ،أي فكفركم ككفر آلفرعون بموسى ،وقد فعل بقريش لكفرهم ما رأيتم ،فسيفعل بكم ما فعل بهم ،/ وهو أنكم تغلبون كما غلبوا .وقد صدق الله وعده بقتل قريظة ،وإجلاء بني النضير ،وفتح خيبر ،وضرب الجزية على من عداهم ،وهو من أوضح شواهد النبوة .وقد روى أبو داود في ( سننه ) والبيهقي في ( الدلائل ) من طريق ابن إسحاق ،عن ابن عباس"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصاب من أهل بدر ما أصاب ،ورجع إلى المدينة ،جمع اليهود في سوق بني قينقاع وقال:يا معشر يهود ،أسلموا قبل أن يصيبكم الله بما أصاب قريشا ،فقالوا:يا محمد ،لا يغرنك من نفسك أن قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال ،انك والله لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس ،وأنك لم تلق مثلنا ،فأنزل الله ( قل للذين ...) إلى قوله ( لأولي الأبصار )".