|86| ( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين86 ) .
( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين ) استبعاد لأن يرشدهم الله للصواب ويوفقهم .فإن الحائد عن الحق ،بعد ما وضح له ،منهمك في الضلال ،بعيد عن الر شاد .وقيل:نفي وإنكار له ،كما قال تعالى:( إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم / طريقا إلا طريق جهنم ) .والمعني بهذه الآية إما أهل الكتاب والمراد كفرهم بالرسول صلى الله عليه وسلم حين جاءهم بعد إيمانهم به قبل مجيئه ،إذ رأوه في كتبهم وكانوا يستفتحون به على المشركين .وبعد شهادتهم بحقية رسالته لكونهم عرفوه كما يعرفون أبناءهم ،وجاءهم البينات على صدقه التي ءامنوا لمثلها ولما دونها بموسى وعيسى عليهما السلام .فظلموا بحق الثابت ببيانه وتصديقه الكتب السماوية .وإما المعني بالآية من ارتد بعد إيمانه .على ما روي في ذلك كما سنذكره .