{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ} أي فقومه له ،واجعله مستقيما متوجها له .وفي النظم الكريم استعارة تمثيلية ،بتشبيهه المأمور بالتمسك بالدين ورعاية حقوقه وعدم مجاوزة حدوده والاهتمام بأموره ،بمن أمر بالنظر إلى أمر ،وعقد طرفه به ،وتسديد نظره وتوجيه وجهه له ،لمراعاته والاهتمام بحفظه{ حَنِيفًا} أي مائلا عن كل ما سواه ،إليه .قال المهايمي:ولا يعسر الرجوع إليه لكونه{ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} أي لأن عقل كل واحد يدل على أنه حادث يفتقر إلى محدث .ولا دلالة على الافتقار إلى متعدد أبدا .فالقول بتعدده تغيير للفطرة .لكن{ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} أي لا تغيير لأمر العقل الذي خلقه الله للاستدلال{ ذَلِكَ} أي الدين المأمور بإقامة الوجه له ،أو الفطرة{ الدِّينُ الْقَيِّمُ} أي المستقيم الذي لا عوج فيه .قال المهايمي:وإن لم يقم عند المبدلين دليل على استحالة التعدد ،فهذا هو مقتضى الفطرة{ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} أي أنه مقتضى الفطرة .وهي أقطع قاطع واحسم حاسم لشغب المشاغب .لأنها من الأمور التي لا تدخل تحت الكسب والاختيار .