{ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ} أي قلبوها للزراعة واستخراج المعادن وغيرهما ،مما كانوا أرقى فيه من أهل مكة{ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا} أي بالأبنية المشيدة .والصناعات الفريدة ،ووفرة العدد والعدد ،وتنظيم الجيوش والتزين بزخارف أعجبوا بها ،واستطالوا بأبهتها .ففسدت ملكاتهم ،وطغت شهواتهم ،حتى اقتضت حكمته تعالى إنذارهم بأنبيائهم ،كما قال:{ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ} أي الآيات الواضحات على حقية ما يدعونهم إليه{ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ} أي فكذبوهم فأهلهكم .فما كان الله ليهلكهم من غير جرم منهم{ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}