{ وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ} أي ما كان له عليهم من تسليط واستيلاء / بالوسوسة والاستغواء ،إلا لغرض صحيح وحكمة بينة .وذلك أن يتميز المؤمن بالآخرة من الشاك فيها .وعلل التسليط بالعلم .والمراد ما تعلق به العلم .قاله الزمخشري .يعنى أن العلم المستقبل المعلل به هنا ،ليس هو العلم الأزلي القائم بالذات المقدس ،بل تعلقه بالمعلوم في عالم الشهادة الذي يترتب عليه الجزاء بالثواب والعقاب .فالمعنى ما سلطناه عليهم إلا ليبرز من كمون الغيب ما علمناه ،فتظهر الحكمة فيه ويتحقق ما أردناه من الجزاء أو لازمه ،وهو ظهور المعلوم .
ويجوز أن يكون المعنى:لنجزي على الإيمان وضده .كذا في ( العناية ){ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} أي رقيب قائم على أحواله وأموره .