ثم أشار إلى حال أهل الكتاب ،إثر بيان حال المشركين ،بقوله:
{ وَمَا تَفَرَّقُوا} أي في دينهم وصاروا شيعا{ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ} أي الدلائل الصحيحة والبراهين اليقينية على حقية ما لديهم{ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} أي ظلما وتعديا وطلبا للرئاسة{ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى} وهو تأخير العذاب إلى يوم القيامة{ لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ} أي باستئصالهم ،لاستيجاب جناياتهم لذلك{ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ} وهم أهل مكة الذين منّ الله عليهم بالكتاب العزيز{ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ} أي موقع لأتباعهم في الشك ،لكثرة ما يبثونه من الوساوس الصادّة عن سبيل الله .