وقوله تعالى:{ تلك} إشارة إلى القسمة المفهومة من الجملة الاستفهامية{ إذا قسمة ضيزى} أي جائرة ،غير مستوية ،ناقصة غير تامة ،لأنكم جعلتم لربكم من الولد والندّ ما تكرهون لأنفسكم ،وآثرتم أنفسكم بما ترضونه .
قال ابن جرير:{[6835]} والعرب تقول ( ضزته حقه ) بكسر الضاد ،و ) ضُزته ) بضمها ،فأنا أضيزه وأضوزه ،وذلك إذا نقصته حقه ومنعته .
تنبيه:
قال السمين:قرأ ابن كثير{ ضئزى} بهمزة ساكنة ،والباقون بياء مكانها .وقرأ زيد بن علي{ ضيزى} بفتح الضاد والياء الساكنة .فأما قراءة العامة فتحتمل أن تكون من ( ضازه يضيزه ) إذا ضامه وجار عليه ،فمعنى{ ضيزى} جائرة .وعلى هذا فتحتمل وجهين:
أحدهما – أن تكون صفة على ( فُعلى ) بضم الفاء ،وإنما كسرت الفاء لتصح الياء كبيض .
/ فإن قيل:وأي ضرورة إلى أن يقدر أصلها ضم الفاء ،ولم لا قيل ( فِعلى ) بالكسر ؟
فالجواب:أن سيبويه حكى أنه لم يرد في الصفات ( فِعلى ) بكسر الفاء ،وإنما ورد بضمها ،نحو حبلى وأنثى ورُبَّى وما أشبهه ،إلا أن غيره حكى في الصفات ذلك .حكى ثعلب:مشية حيكى ،ورجل كيسى ،وحكى غيره:امرأة عزهى وامرأة سعلى ،وهذا لا ينقض على سيبويه لأنه يقول في ( حيكى وكيسى ) كقوله في{ ضيزى} لتصح الياء .وأما عزهى وسعلى فالمشهور فيهما عزهاة وسعلاة .
والوجه الثاني – أن تكون مصدرا كذكرى .قال الكسائيّ:يقال ضاز يضيز ضيزى ،كذكر يذكر ذكرى .ويحتمل أن يكون من ( ضأزه ) بالهمزة كقراءة ابن كثير ،إلا أنه خفف همزها ،وإن لم يكن من أصول القراء كلهم إبدال مثل هذه الهمزة ياء ،لكنها لغة التزمت ،فقرأوا بها .ومعنى ضأزه يضأزه بالهمزة ،نقصه ظلما وجورا ،وهو قريب من الأول .و{ ضيزى} في قراءة ابن كثير مصدر وصف به ،ولا يكون وصفا أصليا ،لما تقدم عن سيبويه .
فإن قيل:لم لا قيل في{ ضئزى} بالكسر والهمز ،أن أصله ضيزى بالضم فكسرت الفاء ،لما قيل فيها مع الياء ؟ .
فالجواب:أنه لا موجب هنا للتغيير ،إذ الضم مع الهمز لا يستثقل استثقاله مع الياء الساكنة وسمع منهم ( ضؤزى ) بضم الضاد مع الواو والهمزة .
وأما قراءة زيد فيحتمل أن تكون مصدرا وصف به ،كدعوى ،وأن تكون صفة كسكرى وعطشى .انتهى .