{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} قال أبو السعود:الخطاب للثقلين المدلول عليهما بقوله تعالى:{[6883]}{ للأنام} ،وسينطق به قوله تعالى{[6884]}{ أيه الثقلان} .والفاء لترتيب الإنكار ،والتوبيخ على ما فصل من فنون النعماء ،وصنوف الآلاء الموجبة للإيمان والشكر حتما .والتعرّض لعنوان الربوبية المنبئة عن المالكية الكلية والتربية مع الإضافة إلى ضميرهم لتأكيد النكير ،وتشديد التوبيخ .ومعنى تكذيبهم بآلائه تعالى ،كفرهم بها ،إما بإنكار كونه نعمة في نفسه ،كتعليم القرآن ،وما يستند إليه من النعم الدينية ،وإما بإنكار كونه من الله تعالى ،مع الاعتراف بكونه نعمة في نفسه ،كالنعم الدنيوية الواصلة إليهم بإسناده إلى غيره تعالى استقلالا ،أو اشتراكا صريحا ،أو دلالة ،فإن إشراكهم لآلهتهم به تعالى في العبادة / من دواعي إشراكهم لها به تعالى فيما يوجبها .والتعبير عن كفرهم المذكور بالتكذيب ،لما أن دلالة الآلاء المذكورة على وجوب الإيمان والشكر ،شهادة منها بذلك .فكفرهم تكذيب بها لا محالة .أي فإذا كان الأمر كما فصل ،فبأي فرد من أفراد آلاء مالككما ومربّيكما بتلك الآلاء تكذبان ،مع أن كلا منها ناطق بالحق ،شاهد بالصدق .انتهى .